نوم الظهيرة - قصة قصيرة

تزوجته وهى طالبة فى الثانوية العامة عمرها 17 سنة اصرت على رفضه لكن اباها صمم على ان يزوجها له ناقشها بمنطق الاباء الذى لايقيم للعواطف وزناقال لها ماذا يعيبه مهندس وطموح وشاب له مستقبل ولم تنجح حججها فى اقناعه وهكذا ضاقت الحلقة حولها وسلمت لارادة ابيها وفى العام الاول من الزواج ترسخ نفورها منه واستقر فى قلبها لما لمسته من بخله المخجل معها وجمود مشاعره وبعد سنوات قليلة التحقت بالجامعة وكانت مشاعرها قد تحجرت تماما واصبح طعم الحياة كئيباومملا فى الصباح يخرج الى عمله وتخرج هى الى كليتها يلتقيان فى المسكن يناولان طعام الغذاء بلا كلمة واحدة يغادر المائدة الى غرفة النوم يدخل الفراش ويسحب الغطاء عليه وينام نوما عميقا لمدة ساعتين لو انفجرت خلالهمابجواره قنبلةلما احس بها يستيقظ فى اول المساء اول المساء يرتدى ملابسه ويخرج ليلتقى باصحابه ويعود اخر الليل ليطلب العشاء ثم يخلد الى النوم العميق حتى الصباح يوما بعد يوم بعد يوم وشهرا بعد شهر ولامحاولة للتجديدورزقت بطفل وأملت ان يقرب الوافد الجديد بينهمافلم تشهد حياتهما اى تغيير وعرضت عليه ان تنقطع عن الدراسة وتتفرغ للطفل مقابل ان يعطيها جزءا من وقته وان يصحبها مرة كل شهر للمسرح او السينما وان يساف معها مرة كل 6 شهور الى اى مكان لمد ايام وان يقول لها فى الصباح صباح الخير ياحبيبتى وفى المساء تصبحى على خير ياروحى او ان يعود لها كل فترة بهدية صغيرة تشعره بحبها وكان يستمع اليها وهو يغالبه النوم الذى يتسلسل اليه بسبب الوجبة الدسمة فقال لها بصوت بطئ هذا كلام افلام وتخرجت فى كليتها وانجبت طفلة اخرى وازداد جفاف المشاعر بينهما وتعدى حدود السلبيية الى حدود الايذاء اذا حاولت مداعبته نهرها واذا وضعت بعض خطوط الماكياج فى البيت لتشعر بانوثتها سخر منها وارادت ذات مرة ان تستقبله بعشاء شاعرى على ضوء الشموع فتسائل بغباء هل انقطعت الكهرباء وسلمت بليأس والاحباط وطالبته ان يسمح لها بالعمل ووافق بشرط ان تسلمه مرتبها كل شهر ووافقت وعملت سكرتيرة باحدى الشركات وبدأت تحس بدبيب الحياه يتحرك فى روحها الخامدة وبدات تنجذب الى مديرها وتتمنى لو كان زوجها مثله وبدأت صورته ترافها طول المساء فى الفترة التى يسهر زوجها مع اصدقائه وقررت ان تنقذ نفسها من عمق الهاوية التى تقترب اليها وطالبت زوجها ان يتخلى هذه المرة عن عادته فى النوم ويستمع اليها وقالت له ان تريد الاستقالة من عملها فاستخف بالفكرة وكيف تضحى بمرتبها الكبير لمجرد مضايقات وكانت تتمنى ان يسالها عن بعض المضايقات التى تتعرض لها فى العمل ولكنه تركها ونام وفى اليوم التالى لم تجد مديرها فى مكتبه فانتابها القلق وبعد دقائق عرفت ان مريض فى المستشفى وذهبت اليه وعندما فتحت باب غرفته انفجرت فى بكاء شديد ومد يده اليها ليصافحها فاذا بها تلتقط يده بلهفة ونظر اليها وفهم وتأثر وعادت لبتها منهارة وبكت بكاء مرير وسألها طفلاها عما تبكى فلم تجب ولم يبدى زوجها اى انزعاج عندما راها بل طلب الغداء فى برود شديد وعندما ذهب لينام كعادتها جذبته من ذراعه وقالت له لماذا لاتحس بوجود ى لقد حاولت طوال 14 عاما ان اقترب منك بدون فائدة ثم قالت فجأة طلقنى فقال لها بهدوء هل جننت وذهب لينام وحصلت على اجازة لمدة اسبوع لم تتصل بمديرها واهملت حتى شئون اولادها وطلبت نقلها من مكتب مديرها واستدعاه المدير وسألها برقة عن سبب النقل وراح يحاول اقناعها بالاستمرار معه مؤكدا ان قربها منه يخفف عنه عناء حياته الخاصة وانه لايسمح لنفسه بتجاوز حدود المشاعر الخرساء مع زوجة لرجل اخر ولكن هذه المشاعر ترطب من جفاف الحياه وتلاقت العيون فى فهم صامت وللقصة بقية